ما هو مرض النقرس ؟

ما هو مرض النقرس

المقدمة

مرض النقرس هو أحد أنواع التهاب المفاصل الذي يتميز بتراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل، مما يؤدي إلى نوبات من الألم الشديد والتورم والاحمرار. يُعتبر النقرس من أكثر أنواع التهاب المفاصل ألمًا، ويُلاحظ أنه يصيب الرجال أكثر من النساء في معظم الأحيان. على الرغم من أن النقرس يمكن أن يؤثر على أي مفصل في الجسم، إلا أن المفصل عند قاعدة إصبع القدم الكبير هو الأكثر تأثرًا.

هذا المرض ليس مجرد حالة صحية مؤقتة، بل يمكن أن يصبح حالة مزمنة إذا لم يُعالج بشكل مناسب. يمكن أن يؤدي النقرس المتكرر إلى تلف دائم في المفاصل والأنسجة المحيطة بها. لذلك، من الضروري معرفة كيفية إدارة الحالة لمنع تطورها إلى مراحل أكثر خطورة.

أسباب مرض النقرس

لفهم مرض النقرس بشكل أفضل، من المهم معرفة الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تطوره. يحدث النقرس بسبب ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم. يمكن أن يحدث هذا الارتفاع نتيجة للعوامل التالية:

إنتاج زائد لحمض اليوريك

قد ينتج الجسم كميات كبيرة من حمض اليوريك بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى تراكمه في الدم وعدم قدرته على التخلص منه بشكل فعال. هذا الإنتاج الزائد قد يكون نتيجة لعوامل وراثية أو اضطرابات في عملية الأيض. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي بعض الحالات الطبية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري إلى زيادة إنتاج حمض اليوريك.

تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات

الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البيورينات مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية يمكن أن تزيد من مستويات حمض اليوريك في الجسم. البيورينات هي مركبات كيميائية تتواجد بشكل طبيعي في بعض الأطعمة، وعند تفكيكها في الجسم، يتم إنتاج حمض اليوريك. من المهم الاعتدال في تناول هذه الأطعمة لتقليل خطر الإصابة بالنقرس.

ضعف في وظائف الكلى

إذا كانت الكلى لا تعمل بشكل فعال، فإنها قد تفشل في التخلص من حمض اليوريك بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى تراكمه في الدم. يمكن أن تؤثر بعض الأمراض مثل الفشل الكلوي المزمن على كفاءة الكلى في التخلص من الفضلات، بما في ذلك حمض اليوريك. من المهم مراقبة وظائف الكلى بانتظام إذا كان هناك تاريخ عائلي أو شخصي لأمراض الكلى.

أعراض مرض النقرس

تظهر أعراض النقرس عادة بشكل مفاجئ وغالبًا ما تكون مؤلمة جدًا. تشمل الأعراض الشائعة للنقرس:

  • ألم شديد في المفاصل، وعادة ما يبدأ في إصبع القدم الكبير. هذا الألم يمكن أن يكون شديدًا لدرجة أنه يوقظ المريض من النوم، ويزداد سوءًا خلال الليل.

  • تورم في المفاصل المصابة، والذي يمكن أن يكون مصحوبًا بتصلب في المفصل يجعل الحركة صعبة ومؤلمة.
  • احمرار وسخونة في المنطقة المصابة، مما يشير إلى وجود التهاب حاد في المفصل.
  • صعوبة في الحركة بسبب الألم، حيث يمكن أن يحد الألم من قدرة الشخص على أداء الأنشطة اليومية المعتادة.

هذه الأعراض يمكن أن تستمر من بضعة أيام إلى عدة أسابيع، وقد تتكرر النوبات بشكل دوري إذا لم يتم معالجة الحالة بشكل صحيح.

كيفية تشخيص مرض النقرس

تشخيص النقرس يعتمد على مجموعة من الفحوصات والتحاليل الطبية. إليك بعض الخطوات التي قد يتخذها الطبيب لتشخيص النقرس:

الفحص البدني

يقوم الطبيب بفحص المنطقة المصابة للتحقق من وجود الأعراض المميزة للنقرس مثل التورم والاحمرار. خلال الفحص البدني، قد يسأل الطبيب أيضًا عن تاريخ الأعراض ومدة استمرارها وطبيعة الألم لتكوين صورة كاملة عن الحالة.

تحليل الدم

يُستخدم تحليل الدم لقياس مستويات حمض اليوريك في الدم. إذا كانت المستويات مرتفعة، فقد يكون ذلك مؤشرًا على النقرس. ومع ذلك، قد لا تكون مستويات حمض اليوريك مرتفعة دائمًا خلال نوبة النقرس، لذلك يجب استخدام هذا الاختبار مع اختبارات أخرى لتأكيد التشخيص.

الأشعة السينية

تُستخدم الأشعة السينية للتحقق من وجود تلف في المفاصل أو ترسبات بلورات حمض اليوريك. على الرغم من أن الأشعة السينية لا يمكنها دائمًا كشف البلورات الصغيرة، إلا أنها مفيدة في تقييم الأضرار طويلة الأمد التي قد تكون حدثت للمفاصل.

علاج مرض النقرس

هناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة للنقرس، والتي تهدف إلى تخفيف الأعراض ومنع النوبات المستقبلية.

الأدوية

  • مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs): تساعد في تقليل الألم والالتهاب. يتم استخدامها عادةً في بداية النوبة لتقليل الأعراض بسرعة.
  • الكولشيسين: يساعد في تقليل الأعراض الحادة للنقرس. يُعتبر هذا الدواء فعالًا في تقليل الالتهاب إذا تم تناوله في الساعات الأولى من النوبة.
  • الكورتيكوستيرويدات: تُستخدم في الحالات الشديدة لتقليل الألم والالتهاب. يمكن أن تُعطى عن طريق الفم أو الحقن لتوفير راحة سريعة.

التغييرات في نمط الحياة

  • تقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالبيورينات: مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية. يمكن أن يساعد ذلك في تقليل مستويات حمض اليوريك في الدم بشكل طبيعي.
  • زيادة استهلاك الماء: يساعد في تقليل مستويات حمض اليوريك. البقاء مرطبًا يساهم في تحفيز الكلى على التخلص من حمض اليوريك بشكل أكثر فعالية.

  • ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد في تحسين صحة المفاصل. النشاط البدني يعزز الدورة الدموية ويساعد في الحفاظ على وزن صحي، مما يقلل من الضغط على المفاصل.

الوقاية من مرض النقرس

الوقاية من النقرس تتطلب اتباع بعض الإرشادات الصحية التي تساعد في تقليل خطر الإصابة بالنوبات:

  • اتباع نظام غذائي صحي: غني بالفواكه والخضروات وقليل من اللحوم الحمراء. يساعد هذا النظام في توفير العناصر الغذائية الضرورية دون زيادة مستويات حمض اليوريك.
  • الحفاظ على وزن صحي: لأن السمنة تزيد من خطر الإصابة بالنقرس. فقدان الوزن يمكن أن يقلل من مستويات حمض اليوريك ويحسن الصحة العامة.

  • الحفاظ على ترطيب الجسم: من خلال شرب كميات كافية من الماء. الحفاظ على ترطيب الجسم يساهم في دعم وظائف الكلى ومنع تراكم حمض اليوريك.

  • لمزيد من المقالات في مختبرات وريد الطبية يمكنك الضغط علي هذا الرابط 

المراجع

  1. Mayo Clinic. Gout – Symptoms and causes. https://www.mayoclinic.org

  2. Arthritis Foundation. Gout. https://www.arthritis.org

  3. National Institute of Arthritis and Musculoskeletal and Skin Diseases. Gout. https://www.niams.nih.gov

  4. WebMD. Gout: Overview and More. https://www.webmd.com

كل الحقوق محفوظة لمجموعة وريد © 2023